مقابلة بنات فاطمة سرور لأم الأسير مراد اكثر ما ادهشني هو سؤال زميلتي لتلك الام الصابرة – لماذا اسروه؟ وكان الجواب اصعب من السؤال –ولماذا يأسرون الابطال يا صديقتي؟ نزلت دمعة ، حاوَلت جاهدة منعها من النزول، نزلت دمعة حبست صوتا انطلق مدويا : لأنهم اختاروا القرار الصعب ، اختاروا الكفاح والمقاومة. لم تصدق اذني ما سمعت،عندما جاء العدو لاعتقال هذا الشاب الذي لم يتجاوز الثمانية عشرة من عمره،اغلقوا البلدة ،احضروا احدث واعتى انواع الدبابات،حيث اردفت الام قائلة : انها لم تر مثل هذه الدبابات الا في الحروب ،وألحت زميلتي : ماذا فعل شبلك يا خالتي؟ ضحكت الام ضحكة شعرت ان مرارة وسخرية وألم العالم اجتمع في هذه الضحكة، وسط دموع انهمرت كشلال جبل الشيخ عند دخول الصيف. - كان بطلا لم يساوم ولم يستسلم، لم يأخذوه صاغرا ،ولكن غربان الليل وشوا به، بعدما رصدوا تحركاته وسكناته،فنصبت له افعى الاحتلال كمينا حاصرت فيه حتى الهواء . - خالتي اسرائيل دولة تدّعي الديمقراطية ، فما هو رايك في عملية التفتيش التي قام بها الاحتلال؟ - لقد كانت اسرائيل في احتلالها لبيتنا مثلا حيا على الديمقراطية ؛لقد اطلقت الرصاص الحيّ، داخل البيت ،والقنابل الصوتية رفضت ان يتناول الصغير شربة ماء وكل هذا لأنها دوله ديمقراطيه . - خالتي كيف كان شعورك عندما اعتقلوه . - عزيزتي : عندما عرفت عزمكن لزيارتي قررت ألا ابكي لأكون مثالا للام الصابرة - ولكن ، حبيبتي هذا مراد قطعة من روحي ومن كبدي فكيف تتصورين هذه اللحظة ؟ - لو عايشت لحظة انتزاع الروح من الجسد لقلت تلك هي ، ولكن لا احد عايشها . لو قلت ان تيارا خفيا صعقني لما وصفت اللحظة ، لو قلت لحظة لفظ الغريق انفاسه الاخيرة ، لقلت هذا اصعب هذا مراد ابني . - اتدرين ما معنى ابن ؟ كل مشاعر العالم تجتمع في صدر ام نحو ابنها ، - زفرتْ تالمت بكت وبكينا معها،- خالتي ربنا يفرج عنه وعن كل الاسرى امين - ابنتي : لقد قضى مراد عشر سنوات في سجنه وأنا املة ان يخرج منها قبل انتهاء المدة . - اه :هذه الام تتمنى ان يخرج ابنها من السجن ولو قبل لحظة ، يا الهي ما هذا العشق ، ارايتم هذه السنوات الثمانية عشر وتعدها بالثواني . - التفت حولي فاذا بهدية مراد لامه ( قلب الام زهرة لا تذبل ) وهذه سفينة العودة، - وهذا مجسم الاقصى. - هذه بنيتي هدية مراد من السجن اسروه ولكن لم يأسروا حبه وعشقه لوطنه - ورفعت يدها الى السماء راجية ان يفك الله اسره واسر زملائه . - وودعتنا بابتسامة جمعت كل الوان المشاعر الانسانية الجميلة ابتسامة حب والم وامل ، ابتسامة اشرقت كشمس ارسلت اول خيوطها الذهبية لتضيء نهارا لعله يكون جميلا وسعيدا فالى اللقاء ..................